لولا احتضانهم، ما كان هنالك مقاومة
05 أغسطس 2014
imagesفي الحقيقة، كل المعلومات التي يبحث عنها الاحتلال، ويوظف أعوانه للحصول عليها موجودة في بيوت أهالِ غزة، ولكن كلُ منهم يقوم بالحد الأدنى -على الأقل- من دوره في هذه المعركة، حتى شكلوا جميعاً حاضنة شعبية مقاوِمة حقيقية، تحمي المقاومة أكثر مما تحميهم. كيف ذلك؟! أن تعلم بوجود نفق يمر من تحت منزلك، وقاعدة أو منصة صواريخ بجانبه وتكف لسانك عن الحديث عنها. أن يُعرج عليك مقاوم اضطر لاستعارة حاسوبك، ثم يستغل الفرصة ليأكل مما توفر في الحٍلل، لتقرر أنت غض البصر بالكامل عن كل تلك التفاصيل، وتضيفها إلى الزاوية المحصنة جداً في ذاكرتك. أن تعلم أن الخطر وصل ذروته في لحظة انطلاق ذاك الصاروخ من جوار منزلك، فطائرات الاحتلال لن ترحم كل المنطقة التي كانت مسافة أمتار فيها فقط سبباً في قلق مستوطناتها، ولا تفكر في تقليل الخطر بكشف معلومة فد تفيد الاحتلال، أو تحاول عرقلة عمل المقاومين. أن لا ينسيك خوفك دعواك للصاروخ "الله يسهل أمرك" ودعواك لمن أطلقوه "الله يحميكم". أن تخرج من تحت أنقاض منزلك وقد فقدت ما فقدت لتقول "فدا المقاومة، فدا فلسطين". نتغنى في المقاومة والمقاومين يومياً، وننشغل عن التغني في قوة الحاضنة الشعبية للمقاومة، فلولاهم ولولا تضحياتهم وصمودهم وغض بصرهم وكف ألسنتهم لما رأينا كل هذه المقاومة. لولا احتضانهم، ما كان هنالك مقاومة.

جميع الحقوق محفوظة © 2024