السلام على روح سلام
19 نوفمبر 2013

thumb

وأنت تمر على حاجز زعترة، وترى التجهيزات العسكرية للإحتلال، وإنتشار الجنود على التقاطعات الأربعة، وتمترسهم بجانب أكشاك إنتظار الباصات لحماية المستوطنين، الذين يتحامون بالكتل الإسمنتية، ويمنعون الفلسطينيين من الاقتراب منهم، وعند رؤيتك السيارات الفلسطينية تفتش بدقة، ويُسأل كل راكب فيها عن هويته، بحماية الجنود الذين يعتلون الأبراج، ويصوبون سلاحهم نحو المارة، عندما ترى اليوم القلق في عيون الجنود، تذكر أن هذا الحال لم يكن قبل أشهر، وأن الحاجز لم يكن سوى استراحة لهم، تذكر تراخيهم في السؤال والتفتيش، وتذكر أن المستوطنين الذين يتحامون اليوم بالكتل الاسمنتية ، كانوا يجلسون عليها بكل أريحية، تذكر وقوف الفلسطينيين والمستوطنين في نفس أكشاك الإنتظار، وكأنهم ينتظرون نفس الحافلة، تذكر كل هذا وقل "السلام على من أعاد للحاجز طبيعته، السلام على روح سلام الزغل". روح سلام الزغل التي لم تقبل الترويض بعد خروجها من السجن، ولم تستطع العيش خانعة، قررت كسر ونسف مشهد "استراحة" حاجز زعترة، وإعادة تعريف العلاقة المزيفة بيننا وبين الاحتلال، وبالفعل، لقد نسفت الاستراحة، ونسفت كل مظاهرها بطعنة واحدة لمستوطن كان واقفاً هناك، فأعادت للحاجز طبيعته، وأنهت فترة استرخاء واستراحة الجنود، فقد أعاد سلام لهم شعور القلق، وأعادهم أهدافاً لجنود مجولين يرونهم في وجوه كل من مر من هناك. ما أحوج "استراحة" الضفة الغربية اليوم لمئة روح مثل روح سلام. السلام على روح سلام.

جميع الحقوق محفوظة © 2024