إلى عبد الله الفخراني ...
20 ابريل 2014
10264496_768942119797364_7980189201718228422_n صديقي ورفيقي عبد الله، أكتب إليك من سجننا الكبير، لم يتغير الحال هنا كثيراً، بل يزداد قسوة علينا يوماً بعد يوم، نسافر ونأكل ونشرب ونمشي ونسهر في حدود أسواره فقط، نفعل كل ذلك وأكثر محاولين المكابرة وتناسي ما حلّ بنا، حولنا وبأيدينا الكثير من أدوات التمرد عليه وكسره، ولكنّي لا أعرف إن كنّا نحسن استغلالها أو حتى نستغلها!. أعلم أنّك من زنزانتك المشرفة على سجننا الكبير، تشاهدنا نُواصل التخبط في أقسام السجن التي فرقونا عليها، لكن حاول عذرنا يا صديقي، فقد صرنا أسرى صرخات أمّهات الشهداء، وصور المجازر، ومحاولات الحمقى منّا، والأمل الذي تبدد القليل منه، والهزيمة التي قد نورثها لأبنائنا، صرنا أسرى ابتسامتك ورفاقك، أسرى محاولاتنا التي نحاول جاهدين تجديدها وتوسيع أثرها، أسرى كل ذلك وأكثر يا صديقي، وأكثر بكثير. قد تكون زنزانتك أصغر، وحدودها أضيق، لكن معركتك فيها أكثر وضوحاً وضيقاً، وهو ما نفتقده اليوم في ميادين المعارك المفتوحة وغير المحدودة التي تُفرض علينا، ونقرر نحن تجنب خوض معظمها ربما لافتقاد دورك ودور أمثالك فيها، فركز قواك على كسر حارس الزنزانة، وتحقيق نصر جديد مع كل صباح، حقق النصر الذي نعجز نحن عنه، فقد تعدّد سجانونا وتشتت قوانا. استغل ذلك شرّ استغلال، ولا ترحم!. وأنت تشاهدنا، تذكر نفسك وأنت معنا في السجن الكبير-كان وقتها أكبر بقليل-، واستغل انعزالك عنّا وعن تفاصيل كل ما حولنا، وقم لنا بالكثير الكثير من المراجعات، فنحن بأمسّ الحاجة لها حتى نفهم ونميز ما حدث لنا وما جرى علينا، ونحاول رؤية شيء من المستقبل. اطمئن، ولا تقلق علينا، فقد تعلمنا سوية أن لا نيأس كثيراً حتى لا ننهزم، ونحن لن ننهزم حتى لا يخسرنا أمثالك. انتظرني على ذات الطاولة التي جمعتنا في ذاك الصباح، فنقاش خطط المستقبل الذي دار عليها، واستكمال تلك المشاريع التي فكرنا بها يستحق الانتظار والانتظار، انتظرني ولا تملّ الانتظار. صديقك ورفيقك أحمد البيقاوي من السجن الكبير 20-4-2014

جميع الحقوق محفوظة © 2024