ما بعد المقاتلة الروسية
27 نوفمبر 2015
هذا وقد مرّ وقت على التحليل وافتراض القوة أو الضغف بأحد الطرفين في حادثة اسقاط‫#‏المقاتلة_الروسية‬، تأتينا التبعات لتُسقط الكثير من التحليلات والتوقعات، خاصة تلك التي تعتمد على المعادلات الصفريّة. ‫#‏أردوغان‬ يبدو اليوم يُهرول نحو حصر تبعات قرار اضطر لاتخاذه، فالتبعات قد لا تستطيع تركيا احتمالها على المدى الطويل، وتوقع الرد غير المباشر أسوء بكثير من المباشر بكثير. نرى اليوم أردوغان بغير هيئته المتعجرفة، بداية منذ أولى التصريحات ما بعد الإسقاط، وحتى تصريحه العلني بأنه هاتف بوتين ولكنّه لم يرد، وطلبه العلني لمقابلته، والذي لم يُقبل حتى اللحظة، هذا غير أرضية الدفاع والنفي المستمر التي فرضها عليه بوتين حول العلاقة مع داعش، والتي يبدو أنّ هنالك مؤشرات حقيقية تؤكدها، أيّام معركة‫#‏كوباني‬ على الأقل!.
لا أظنّ أردوغان سعيدًا بهذا الموقع، على الإطلاق!. مهما كانت الأسباب، أظنّ أن ‫#‏تركيا‬ اضطرت لإسقاط الطائرة، على أن تُصلح ما قد تُفسده لاحقًا. وهنا لا أفترض القوة في ‫#‏روسيا‬، فهي أيضًا مقيّدة بالكثير من العوامل السياسية، ولعلّ فكرة الإعلان عن رفض دخول ٣٩ رجل أعمال تركي للمشاركة في مؤتمر في‫#‏موسكو‬ يشير إلى استغلال كل ما هو ممكن اليوم للرد، حتى لو لم يلِق بروسيا، إلى حين خلق فرصة مناسبة للرد الحقيقي، غير المباشر على الأغلب!. ما زال أمامنا الكثير لنتابعه من الطرفين، ولكن من يصطف منّا ويُعمي نفسه عن جزء من التفاصيل، قد يفوّت على نفسه متعة المتابعة، وفهم الواقع السياسي، بشكل مغاير تمامًا لما اعتدناه، واعتدنا متابعته في دولنا العربية، خاصة وأنّ هكذا أحداث لا تتكرر كثيرًا.

جميع الحقوق محفوظة © 2024